الخرطوم - تتواصل فعاليات مهرجان السودان للسينما المستقلة في دورته الثانية من 21 الى 27 يناير/كانون الثاني بمنطقة أثرية مطلة على الشاطئ الغربي لنهر النيل بمدينة أم درمان، غربي الخرطوم.واحتشد المئات الأربعاء للمشاركة في افتتاح الدورة الثانية من المهرجان الحديث النشأة.ويعرض خلال المهرجان أكثر من أربعين فيلما من إنتاج بلدان أفريقية وعربية وأوروبية وآسيوية، وفق ما قاله رئيس المهرجان طلال عفيفي خلال كلمته بحفل الافتتاح.ويعرض فيلم 'الخرطوم' للمخرج السوداني جادالله جبارة، وهو وثائقي مدته 25 دقيقة لأول مرة في السودان.و'الخرطوم' من الأفلام التسجيلية النادرة، وتدور أحداثه حول الثورة المهدية وتحديدا موقعة شيكان وحصار الخرطوم، ويستعرض أيضا ما دار من حوارات في أروقة الحكومة البريطانية أيام الإستعمار البريطاني للسودان.وقامت الثورة المهديه بزعامة محمد احمد المهدي الذي ولد في العام 1843.وقامت الثورة ردا على مظالم الحكم التركي المصري المعروف بفترة التركية السابقة في السودان.واستجاب السودانيون للمهدي بقوة مكنته من هزيمة القوات الحكومية والسيطرة على السودان.وتوفي المهدي بعد انتصاره بفترة قصيرة وتولى الحكم عبدالله التعايشي واستمر حكمه حتى عام 1899 حين غزا الإنكليز البلاد و هزموا جيوش المهدية في كرري ثم قتلوا الخليفة في معركة أم دبيكرات لتبدأ فترة الحكم الثنائي للسودان.ودخلت القوات البريطانية السودان الذي كان يتبع مصر إداريا منذ ايام محمد علي باشا، بقيادة الجنرال كتشنر، الذي واجه مقاومة كبيرة من رجال القبائل.والفيلم يسرد مشاهد البطولة والشجاعة والجسارة التي أبداها الثوار السودانيون في مكافحة المستعمر البريطاني وإيمانهم القوي بعدالة قضيتهم وبقائدهم ودفاعهم المستميت عن بلدهم بسلاح بسيط في مواجهة الآلة العسكرية الضخمة البريطانية.والمهرجان الذي تنظمه مجموعة 'سودان فيلم فاكتوري' (غير حكومية) -والتي تضم نخبة من السينمائيين الشباب- يهدف إلى 'تطوير صناعة السينما التي تكاد تكون منعدمة في البلاد رغم ازدهارها قبل عقود'.ويأمل عفيفي أن تكون الدورة الثانية للمهرجان 'انطلاقة حقيقية للسينما السودانية ومنصة علاقات وثيقة مع الشعوب من خلال فن السينما والفنون المجاورة'.وقال وزير الثقافة السوداني الطيب بدوي إن وزارته 'مصممة على أن تعيد للسينما السودانية مكانتها'.وتشهد الحركة الفنية في السودان رغم موجة الجفاف الفني والسينمائي ميلاد تجربة سينمائية شابة تحت مظلة سودان فيلم فاكتوري، والذي يشرف عليها السينمائي السوداني طلال عفيفي.واعتبر عفيفي ان سودان فيلم فاكتوري، أو محترف السودان للأفلام هي مبادرة معنية بإنتاج بتدريب الشباب السودانيين على أدوات العمل السينمائية وتنمية الوعي السينمائي النقدي، وربط النشاط الفيلمي الجديد في السودان بالإقليم والمنطقة ودفع الشباب إلى التفاعل مع العالم من خلالوسيقتصر عرض الأفلام المشاركة بالمهرجان على دور عرض صغيرة بمراكز ثقافية بعضها تابع لسفارات غربية مثل المركزين الألماني والبريطاني، وهما من الجهات الراعية للمهرجان.ويشمل المهرجان أيضا عقد ورش عمل ولقاءات تتناول الإنتاج وصناعة الأفلام وتاريخ السينما، يقدمها متخصصون من سويسرا وإيطاليا والسودان.وقبل ثلاثين عاما، كانت الخرطوم تضم نحو خمس عشرة دارا للسينما تكتظ بروادها، اما اليوم فلم يبق منها الا ثلاث تكافح للبقاء في ظروف صعبة وفي ظل ازمة اقتصادية وسياسة رسمية غير مشجعة.وبث المخرج السينمائي السوداني الطيب هموم السينما السودانية وقال 'نحن من البلدان القليلة جدا في العالم التي لم تتح لها السينما كوسيط تعبيري، بل تم القضاء عليها قضاء مبرما، فالسينما دون الفنون الأخرى تحتاج لبنية تحتية وأجهزة ومعدات ودور عرض، وفي الغالب تساهم الدولة في توفيرها'.واضاف أن المبدعين السينمائيين في كل العالم لا يملكون الوسائل التي تنتج الفيلم، ما لم تتوفر لهم الإمكانية الإنتاجية، 'نحن لم نركن لهذا الواقع البائس، نحاول مجموعة من السينمائيين نعمل بوسائل الديجيتال'.واضاف 'لئن أُغلقت شاشات دور العرض فانظر كيف تكاثرت وتناسلت الشاشات الآن، حتى إنك تحمل في جيبك الصغير شاشتك معك'.
صمود الثورة المهدية في 'الخرطوم'
12:00 24-1-2015
آخر تعديل :
السبت